الأستاذ عبد الله كافان: هل تتحول إيران إلى قوة عظمى بعد هذه الحرب؟

يسلط الأستاذ عبد الله كافان الضوء على القوة الصاروخية الإيرانية وورقة مضيق هرمز التي تشكلان رادعًا قويًا أمام محاولات إضعاف إيران، مما يجعل الصراع مع إسرائيل اختبارًا حاسمًا لموازين القوى في الشرق الأوسط، كما ويشير إلى أن هذا التصعيد يهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة وقد يعيد تشكيل خريطتها بالكامل.
كتب الأستاذ عبد الله كافان مقالاً جاء فيه:
شهد الشرق الأوسط تصعيدًا غير مسبوق بعد أن حوّل الاحتلال الصهيوني أنظاره نحو إيران، في خطوة تزيد من توتر المنطقة التي تعاني منذ سنوات من صراعات متواصلة، فبعد ما يقرب من عامين من العدوان المستمر على غزة، أصبح واضحًا أن إسرائيل ترى في إيران التهديد الاستراتيجي الأكبر الذي يهدد وجودها وأمنها.
منذ ثورة 1979، لم تغب إيران عن حسابات الكيان الإسرائيلي، الذي طالما اعتبرها العدو الأول، وبعد أن شهدنا مواجهات غير مباشرة على أراضٍ مختلفة، جاءت اللحظة الحاسمة التي تواجه فيها الأطراف بشكل مباشر، في ظل وضع إقليمي معقد يتسم بضعف القوى الوكيلة لإيران في لبنان والعراق.
الجواب بكل وضوح هو "لا"، فحتى الولايات المتحدة وإسرائيل يدركان جيدًا أن احتلال إيران أو الإطاحة بنظامها أمر بعيد المنال، فالتجربة في غزة التي لم تُحسم رغم سنوات القتال تظهر حجم التحدي الحقيقي، ومن المستبعد أن تغامر إسرائيل، حتى بدعم أمريكي، بخوض حرب مفتوحة على إيران.
إن ما يدفع إسرائيل إلى شن هذه الهجمات هو محاولة إضعاف القدرات النووية والصاروخية الإيرانية التي تشكل خطراً وجودياً بالنسبة لها، لكن الطريق لتحقيق ذلك مليء بالعقبات، إذ تعتمد نتيجة هذا الصراع على مدى قوة الصواريخ الإيرانية وتنوعها، التي شكلت خلال الأيام الماضية مصدر قلق حقيقي لإسرائيل.
الصواريخ الفرط صوتية أو "هيبرسونك" التي تمتلكها إيران تمثل نقلة نوعية في القدرة الصاروخية، هذه الصواريخ لا تخضع لأنظمة الدفاع الجوي التقليدية، وتتمتع بسرعة فائقة تمكنها من إصابة أهدافها بدقة متناهية، مسببة أضراراً مدمرة ورعباً متزايدًا في صفوف الإسرائيليين.
إذا ما توافر لدى إيران ترسانة كبيرة من هذه الصواريخ، فستكون الحرب طويلة ومكلفة على الكيان، وربما مدمرة على مستويين: العسكري والنفسي.
لا يقتصر الأمر على الجبهة العسكرية فحسب، إذ تمتلك إيران ورقة استراتيجية أخرى هي مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس النفط العالمي، إغلاق هذا المضيق سيُحدث اضطرابات كبيرة في الاقتصاد العالمي، وستشعر بذلك حتى الدول الكبرى.
وفي المقابل، يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من تراجع ملحوظ مع تصاعد القتال، حيث شهدت بورصة تل أبيب انخفاضًا حادًا، وأصبح النقل المدني الجوي في الكيان شبه متوقف، هذا الواقع يُجبر إسرائيل على التفكير مرتين قبل إطالة أمد الصراع.
مع استمرار المواجهة، تتضح حقيقة أن إيران لن تضعف بفعل هذه الهجمات، بل على العكس، تزيدها هذه التحديات قوة وعزيمة، كل ضربة تصيب إسرائيل تزيد من الضغط نحو وقف سريع لإطلاق النار، ويخرج الإيرانيون من هذه المعركة بأوراق قوة جديدة.
هذه الحرب ليست مجرد صراع عسكري، بل اختبار حقيقي لموازين القوى في الشرق الأوسط، وقد تعيد رسم خريطته بالكامل. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من صمت العالم أمام غطرسة الصهاينة التي تهدد الأمن العالمي والاقتصاد الدولي، مؤكدًا أن بعض الأنظمة العربية تموّل هذا العدوان بدلًا من مقاومته، ويدعو الشعوب إلى اليقظة ومحاسبة من يبيعون كرامتها بثمن بخس.
أكد مدير الشؤون الخارجية للجماعة الإسلامية في كشمير "خالد محمود خان"، أن العدوان الصهيوني على إيران أظهر مختلف مكوّنات الأمة الإسلامية من جماعات ومذاهب ومدارس فكرية، وحدةً واسعة النطاق، حيث تجاوزت الخلافات المذهبية والفكرية، وأرسلت رسالة واضحة بالوقوف إلى جانب المظلوم.
يُدين الأستاذ محمد أيدين الصمت القانون الدولي وتواطؤه تجاه الجرائم المرتكبة في غزة، ويؤكد أن الاعتماد الأعمى على الدبلوماسية بات وهماً خطيراً في مواجهة عدو لا يعترف بأي قانون أو قيمة، ويحث تركيا على مراجعة مواقفها واستراتيجياتها بعيداً عن أوهام العدالة الدولية.